هل تحتاجين إلى استخدام تونر؟

13 June 2025
Salwa
هل تحتاجين إلى استخدام تونر؟

هل تحتاجين إلى استخدام تونر؟

إعداد معمل الطبيعة


سؤال يتكرر كثيرًا: هل أحتاج حقًا إلى التونر؟

ما فائدته؟ أنا أستخدم منظفًا جيدًا، ومنتجاتي مليئة بالمكونات الفعالة… فهل التونر مجرد منتج تسويقي لا ضرورة له؟


هذا تساؤل منطقي، خصوصًا في ظل انتشار المعلومات المتناقضة حول التونر على الإنترنت. في “معمل الطبيعة”، نناقش هذا السؤال بالتفصيل داخل دورة العناية بالبشرة ودبلوم البشرة الطبيعي، ليس بهدف ترويج منتج، بل لفهم علمي عميق يوضح هل التونر فعلاً خطوة ضرورية، ومتى يكون استخدامه له قيمة

مضافة حقيقية.



ما هو التونر؟

التونر هو منتج مائي خفيف يُستخدم بعد تنظيف الوجه وقبل وضع أي منتج آخر في الروتين. كثيرون يتذكرون النسخ القديمة من التونر التي كانت تسبب إحساسًا بالحرق بسبب احتوائها على كحول بنسبة عالية، وتهدف إلى “تجفيف” الدهون. لكن هذه التركيبات القديمة كانت قاسية، وتجربة مزعجة لكثير من أنواع البشرة.


في “معمل الطبيعة”، نُوضح للمتدربات أن المعاناة مع المنتجات لا تعني فعاليتها، وأن حماية الحاجز الطبيعي للبشرة أولوية أساسية. بشرتك ليست ساحة حرب، ولا يجب التعامل معها على هذا الأساس.



ما الذي يفعله التونر الحديث؟

أصبحت التونرات الحديثة أكثر لطفًا، وتحتوي غالبًا على مكونات مرطّبة ومهدئة، ومناسبة حتى للبشرة الحساسة. ونوضّح في دوراتنا أن التونر اليوم لا يعتمد على الكحول، بل يركز على الفوائد التالية:


1. إعادة توازن درجة الحموضة (pH):

معظم المنظفات ترفع درجة حموضة البشرة. التونر يعيدها إلى مستواها الطبيعي، مما يمنع تهيّج الجلد، ويحافظ على حاجز البشرة، ويزيد من فاعلية المنتجات التي توضع بعده.


2. إزالة الشوائب المتبقية:

بعض أنواع التونر تعمل كمنظف ثانوي، وتزيل ما قد تبقى من رواسب المكياج أو بقايا المنظف نفسه. وهذا جزء أساسي في التحضير لتطبيق المنتجات الأخرى بكفاءة.


3. ترطيب البشرة:

التونر يساهم في ترطيب الطبقة السطحية من الجلد، ويُسهم في جعل البشرة أكثر نفاذية لامتصاص المكونات النشطة

الموجودة في السيرومات والكريمات.


هل كل التونرات متشابهة؟

كلا. التونرات تنقسم إلى ثلاث أنواع رئيسية:

1. مقوّمات البشرة (Fresheners):

تركيبات لطيفة وخالية من الكحول، تهدف إلى ترطيب البشرة وتلطيفها. مثالية للبشرة الجافة والحساسة. المكونات الشائعة: ماء الورد، الجلسرين، حمض الهيالورونيك.


2. المُقوّيات (Toners):

تحتوي على مكونات نشطة بتركيزات خفيفة مثل النياسيناميد أو الأحماض المقشرة. تناسب البشرة المختلطة والعادية. وغالبًا ما تحتوي على خلاصات نباتية مثل الشاي الأخضر والبابونج.


3. المواد القابضة (Astringents):

أقوى الأنواع، تحتوي على نسب أعلى من الكحول ومكونات مطهّرة، وتُستخدم للبشرة الدهنية جدًا أو المعرضة لحب الشباب. مكوناتها الشائعة: بندق الساحرة، حمض الساليسيليك، زيت شجرة الشاي.


نساعد الطالبات داخل الدبلوم على تحليل كل تركيبة، وفهم متى تُستخدم ومتى تُستثنى من الروتين.



التونر والمناخ

الحاجة إلى التونر تختلف بحسب البيئة. في الأجواء الجافة أو خلال الشتاء، التونر المرطّب قد يكون خطوة أساسية للحفاظ على ليونة البشرة. أما في الأجواء الرطبة، فغالبًا يُفضل استخدام تونر خفيف أو قابض لتقليل الإفرازات الدهنية.



التونر الجاهز مقابل التونر المنزلي:

التونر من أسهل المنتجات التي يمكن تحضيرها منزليًا، خصوصًا إذا كان الهدف منه هو التلطيف أو الترطيب.

في “معمل الطبيعة”، نُدرّس صناعة التونر الطبيعي باستخدام الهيدروسولات، ونعلّم المتدربات متى كيف يتم حفظه.

ملاحظة للبشرة الناضجة


الترطيب هو مفتاح شباب البشرة. في الثقافة الكورية، يُعتبر التونر أساس الروتين، ليس لأنه “سحري”، بل لأنه يوفّر الترطيب العميق الذي يجعل البشرة أكثر امتلاءً وإشراقًا.



المكونات التي يمكن دمجها في التونر:

المرطبة: حمض الهيالورونيك – الجلسرين – ماء الورد – D-Panthenol

المقشّرة: AHA – حمض الجليكوليك – حمض الساليسيليك – حمض اللاكتيك – حمض الماندليك

المهدئة: الألوة فيرا – البابونج – السيراميدات

المعزّزة: بندق الساحرة – زيت شجرة الشاي – النياسيناميد – الكولاجين



اختيار الهيدروسول حسب نوع البشرة:

نُخصص في الدبلوم جداول تحليلية كاملة لاختيار الهيدروسول المثالي حسب نوع البشرة، ونشرح فوائد كل نوع مثل:

• للحساسة: البابونج، اللافندر، الورد

• للجافة: اللبان، المر، إبرة الراعي

• للدهنية أو المعرضة للحبوب: شجرة الشاي، بندق الساحرة، الليمون

(دائمًا نوصي باختبار رقعة قبل الاستخدام الكامل لأي منتج مائي)



الخلاصة

التونر ليس خطوة إلزامية في روتين العناية بالبشرة، لكنه قد يكون أداة فعالة للغاية إذا استُخدم بالشكل الصحيح.

يساعد على تنظيف البشرة من بقايا المكياج والمنظف، مما يُمهّد الجلد لاستقبال المرطب والمكونات العلاجية بكفاءة أكبر. كما يُعد وسيلة مثالية لتوصيل مكونات نشطة بتركيز خفيف دون تهيّج.


في “معمل الطبيعة”، لا نقدّم وصفات جاهزة للتقليد، بل نحرص على أن نُعلّمك فهم بشرتك بعمق، واختيار ما يناسبها علميًا وعمليًا. هدفنا هو تمكينك من المعرفة واتخاذ القرار بثقة، لا الاكتفاء بالتلقين.


هل ما زلتِ مترددة بشأن التونر؟

ربما حان الوقت لتعيدي التفكير فيه من زاوية أكثر وعيًا.